أهم المشاركات

Lamees Shalash. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الصمت في حضرة الموت!!


لا ادري لماذا اختار الموت ذاك المكان ولماذا انتقى ذاك الشخص من بين الوجوه ليترك صديقتي على سرير المستشفى ليحاول الأطباء اصلاح جسد منهك القوى ونفس مكلومة على فراق اخيها.

كم هي موجعة كلمة فراق وكم هو هادم لكل الذكريات ذاك الموت الذي هو حق علينا جميعا ليبقى الم الفقد في قلوب الباقين على اطلال ذكرياتهم مع شخص كان لهم فيما سبق ابناً وأخاً وزوجاً واباً لخمسة ما زالوا صغارا ليقال لهم ايتام.

في بيت العزاء يضيق الصدر بمشاعر لا تعرف تفاصيلها لحيرتها وأعين تتجول في المكان لتجد احد تعرفه لعلك تعانق ذاك الألم المنتشر في المكان لعل بريقه يخبو قليلاً، لم اعتقد لبرهة أن تلك التي ترقد على سرير في زاوية الغرفة الباردة بحجم حزن القلوب صديقتي، تفاجئت وبكيت وتخيلت في لحظات شريط أحداث مريرة ( حادث، موت، خبر وفاة، ام، اب، اخوة، زوجة، وأبناء) كيف ذلك ماذا أقول لها! وهل تنفع اي كلمة في حضرة الموت!! لا اعتقد ذلك ابداً...

الموت لا يوجع الموتى الموت يوجع الاحياء!! هم ذهبوا هناك وتركوا ورائهم قلوب تستنجد الصبر من الله كيف لا وهو ابنها، صورة ولدها الأصغر سناً يحوم خارج البيت لا يدري كيف سيخبرها وهو يرتجف من ردة فعلها!! يا ترى ما سيكون رد فعلها!! ستبكي ؟ أم ستصرخ ؟  تصرخ يا ولدي عد لكن كيف سيعود وقد خرجت روحه الى بارئها!! 

كيف ستتلقى الزوجة خبر رملها وكيف سيتلقى أطفاله خبر يتمهم!! وصديقتي التي تحمل في أحشائها جنيناً والتي تعتزم تسميته على اسم اخيها لتبقى ذكراه في المكان.

بقي الكلام أعلاه مسودة منذ حينها واليوم أكملتها وقد اصبح رافع ذاك الصغير يحمل اسم خاله لتبقى ذكراه محفورة في كل الأرجاء فالموت يغيب الأجساد فقط لا يغيب الذكرى والحب والوفاء.

دام أحباءكم بكل الخير.

 

ليست هناك تعليقات :