تأملات في الرشاقة الذهنية ل حسين البرغوثي
بيرزيت - 5\4\2014 - شاركت حديثاً في مجموعة تُعنى بانتقاء قراءات نقدية في التربية يشرف عليها د. جهاد الشويخ تهدف إلى خلق مساحة للنقد والتعبير عن افكار قد تلقى معارضين كثر في ظل منظومة بالية من العادات والممارسات المزمنة والتي تشربتها نفوسنا وأبت أن تفارقها.
كثير منا وجد في المشاركة منفساً ليعبر عما يدور في خلجات صدره ووقع الاختيار في اللقاء الثاني على مقالة "الرشاقة الذهنية" للشاعر حسين جميل برغوثي حيث لم يسبق لي بأن اسمع عن حسين البرغوثي وشعرت بالضيق كيف لا نسمع عنهم الا وقد فارقوا الحياة لتبقى انجازاتهم واعمالهم الادبية والشعرية شاهدة على عظمة افكارهم وقوة كلماتهم فنحن أمة لا تكرم أدباءها الا بعد أن يفارقوا الحياة أو أننا أمة لا تقرأ.
كان حسين شخصا كسر ميزان القوى فكان صديقاً قريبا من متعلميه فكان يتواجد في كافتيريا الجامعة ليسطر مفهوم كيف يكون استعداد المعلم بان يكون مساوياً لطلابه، الموقف اضحكني قليلاً لو انعكس على طلاب المدرسة حيث يجب على المعلم أن لا يصل الى مستوى مساواتية عالي حيث يحسبه الطلبة ضعفاً فيتمادون وتنعدم شخصيته أمامهم .. لا أدري لعل المعلم الذكي يعرف كيف يمسك العصا من منتصفها.
كثير منا وجد في المشاركة منفساً ليعبر عما يدور في خلجات صدره ووقع الاختيار في اللقاء الثاني على مقالة "الرشاقة الذهنية" للشاعر حسين جميل برغوثي حيث لم يسبق لي بأن اسمع عن حسين البرغوثي وشعرت بالضيق كيف لا نسمع عنهم الا وقد فارقوا الحياة لتبقى انجازاتهم واعمالهم الادبية والشعرية شاهدة على عظمة افكارهم وقوة كلماتهم فنحن أمة لا تكرم أدباءها الا بعد أن يفارقوا الحياة أو أننا أمة لا تقرأ.
نسترجع عند ذكر مصطلح الرشاقة رشاقة الجسد فكيف يكون للذهن رشاقة وماذا أراد حسين من مقالته وما هي أهم الافكار التي تناولتها المقالة؟ ومدى تأثيرها على المستوى الشخصي اثناء القراءة وبعدها؟
تدور المقالة حول طبيعة العلاقة بين المعلم والمتعلم، وماذا يريد المتعلم من المعلم وبالمقابل مالذي يريده المعلم من طلابه؟ هل الطالب وعاء يصب فيه المعلم المعلومات دون اي ردود افعال؟ هل من حسن حظ المعلم ومن باب الشعور بالسيطرة بأن لا يتمرد الطلبة ويتقبلوا المعلومات كمسلمات؟ واذا ما وجدت ردود الافعال كيف سيتعامل معها المعلم بالقمع أم بالسياسة؟
الرشاقة الذهنية كما عرفها حسين بأنها " فرع من فروع الرقص الروحي، نوع من السيولة والفن" وهي أيضاً " قدرة روحية على التحول الدائم ( حيث يجب على المعلم أن يكون قادراً على تبديل دوره بين المعلم والمتعلم معاً" وهي " كفرع من فروع الرقص ، هي فن لتجنب الصدام" وهي " قدرة ذهنية على تحويل كل " جواب" الى اسئلة وكل سؤال الى أجوبة" .
خلال قراءتي لنص المقالة كان قيماً بقدر ما عادت ذاكرتي للوراء لتسترجع كيف كانت شخصيات من قاموا بتعليمي، حيث أذكر ومن خلال ما خطه حسين من كانوا يلتزمون بكل حرف في الكتاب المقرر دون اي اضافة او نقصان يطاردهم شبح الموجه الذي تعلن المدرسة قاطبة حالة النفير العام لقدومه، ولم أع بتاتاً أن هناك اهداف وجب تحقيقها وأن لي الحق في الاعتراض وابداء الرأي.
كان المعلم وعلى مدى الاثنا عشرة عاماً مصدر المعلومات ووسيلة نقلها الوحيد وهي معلومات صحيحة 100% غير قابلة للمداولة والحكم.
يتناول حسين في مقالته الفئة الجامعية حيث يقول في بداية مقالته " كنت في السابق أدخل للصف لكي أعلم ثلاثين عقلاً أو لأكثر، مادة جاهزة في ذهني. وفشلت "، الفشل في تغيير الاراء الجاهزة المتشبثة في عقول الطلبة والتي تأبى ان تتحاور مع الاراء التي يقدمها المعلم، عقول ممتلئة تحارب كل دخيل اليها تفتقر لفن الرقص بين الفراغ والامتلاء.
يأتي الفشل من سبل مقاومة المتعلم كالتنهيدة والتثاؤب والملل ، كم كنت اشعر بالملل في مواضيع معينة لاني لا اشعر بالحاجه لتعلمها ولا استشعر أي فائدة ستعود الي من تعلمها، كم كنت اكره مادة التاريخ بكل تفاصيلها وما علاقتي ان مات فلان وان قتل علان لا اقول بأن التاريخ كله لا معنى له ولكن التفاصيل القاتله المملة غير المتصلة بواقعنا لم تكن محط اهتمام لدي.
يُصَّورُ الي بأن المعلم يكون كالمخلوق الفضائي والذي يسمى أنا والذي هبط من كوكب القوى واستوطن غرفة الصف وهو لديه كافة الصلاحيات في تلقين المعلومات وله حق الكلام واسكات الجميع وهو ما شاع في مجتمعاتنا... ماذا لو لم يفهم المعلم موضوعا معينا او اختلفنا معه في الرأي!! هل يمنعنا ميزان القوى من أن نعترض ونقول لا؟!
كنت اعتقد بأن المعلمة انسانة تعرف كل شيء في مادتها ويجب عليها أن تجيب عن كافة تساؤلاتي لأنها الوحيدة القادرة على ذلك وتفاجأت عندما سألت زميلة لي سؤالاً وكانت اجابة المعلمة بأن هذا السؤال واجب معكم؟ لا اذكر طبيعة السؤال لكن اذكر جيداً ما تهامست به مع زميلاتي حول أن المعلمة لتتهرب من الاجابة لجأت لفكرة الواجب!! وما يحزن بأن موضوع الواجب لم يذكر في الحصة التالية!! هل الأنا المتحجرة كما وصفها حسين تمنع المعلم بأن يعترف بعدم معرفته وأنه يحتاج للبحث ليعرف المزيد عن الموضوع؟
يقول حسين بانه يجب عليه لتفادي مثل ذلك الموقف أن يتحول من معلم الى متعلم وان لا يواجه أنا المتعلم بالصدام والسخرية من طرحه بل يجب أن يرمي الكرة الى ملعب المتعلم كأن يطلب منه تحضير ملخص او عرض تقديمي ليوضح فكرته في الحصة القادمة لأنه بعد ان اعتاد الصمت سنين طوال حان اوان أن يخرج عن هذا الصمت ليشعر بكيانه .
كان حسين شخصا كسر ميزان القوى فكان صديقاً قريبا من متعلميه فكان يتواجد في كافتيريا الجامعة ليسطر مفهوم كيف يكون استعداد المعلم بان يكون مساوياً لطلابه، الموقف اضحكني قليلاً لو انعكس على طلاب المدرسة حيث يجب على المعلم أن لا يصل الى مستوى مساواتية عالي حيث يحسبه الطلبة ضعفاً فيتمادون وتنعدم شخصيته أمامهم .. لا أدري لعل المعلم الذكي يعرف كيف يمسك العصا من منتصفها.
ومن الأساليب التي اتبعها حسين خلال تعليمه بأن لا يجيب الطالب على سؤال بل يفتح له من السؤال افق اوسع واسئلة متنوعة ويساعده بأسماء مراجع تفيده للاجابه عن اسئلته ويخبره بإمكانية المناقشة والاستفسارات بعد ذلك حيث يكون دور المعلم مساعد وليس مجيب يقوم دوره على دراسة احتياجات المتعلمين ومساعدتهم في البحث عنها.
حسين لمست كلماتك أرواحنا... فلروحك منا السلام
كتابتك رائعة...افتقدناك اليوم
ردحذفمرورك الاروع رنا ظروف العمل حالت دون حضور اللقاء .. نلتقي بالايام القادمة بإذن الله :)
حذفأتفق مع رنا. افتقدناك في لقاء مثير في هذا اليوم.
ردحذفكتابة "رشيقة".
تحياتي.
جهاد
كثير عجبني هذا الكلام .... لديك فن الكتابة لميس
ردحذف