زهايمر
الكثير منا تمنى في مرحلة ما من حياته أن يصاب بالزهايمر ظناً منا بأن الإصابة به قد تمكننا من اختيار ذكريات معينة أثقلت كاهلنا وتفكيرنا، تحمل في طياتها مشاعر سيئة وذكريات أليمة وأشخاص ما عادت الذاكرة ترغب بوجودهم في طياتها، فنسقطهم من حجرات ادمغتنا ومع محاولات نسياهم تتشبث الذاكرة بهم أكثر فأكثر.
اعتقاد جميل الى وقت اخبرتني فيه صديقتي عن فيلم Still Alice يتحدث عن الزهايمر لأذهب مسرعة لمشاهدة أحداثه لأعرف أكثر عن هذا المرض الذي يتقاطع مع أمنياتنا كثيراً.
تدور أحداث الفيلم حول "أليس" أستاذة علم نفس بجامعة هارفارد، صاحبة شخصية قوية وفجأة تبدأ في نسيان بعض الأشياء ورويداً رويداً يبدأ الأمر بالتفاقم، لتذهب الى الطبيب الذي يشخص حالتها بمرض الزهايمر، لتبدأ قصة من التلاحم الأسري الجميل حيناً المخيف حيناً آخر.
وفي الجانب الآخر من العالم يجسد عادل إمام بطولة فيلم اسمه "زهايمر" والتي تدور أحداثه حول الأب الغني الذي يطمع أولاده في ثروته وليحصلوا عليها ادعوا اصابة والدهم بالزهايمر ليفقد أهليته لامتلاك هذه الثروة، جانب أخر مظلم قد يدفعك للتفكير الجيد في أمنياتك ليس فقط على صعيد الثروة بل على صعيد الخذلان وعدم الأمان والضياع فوق ضياع الذاكرة.
لست ممن عايشوا التجربة لكن الاطلاع على التجارب المختلفة يمكنني من قول التالي:
"عند الإصابة بالزهايمر ستصبح وحيداً، ستكون ذاكرتك نظيفة كأنما قمت بتنظيفها بحرفية بمادة الكلور، ستكون وحيداً جداً جداً، وتذكر جيداً أن الزهايمر سينتقي ذكرياتك الجميلة قبل السيئة، سيصعب عليك تذكر من كان بجانبك، عائلتك، اصدقائك، عملك، سنوات التعليم التي قضيتها وكل شيء حتى الطريق الى الحمام!!"
انتقوا امنياتكم جيداً، وسلّم الله ذكرياتكم بكل الخير.
ليست هناك تعليقات :